ولوج النساء إلى العدالة بين إقرار الحق وصعوبة تنفيذه: القصرين مثالا
"كنت حال وصولي المحكمة، أتنقل إلى مكتب التلبس لمعرفة مآل المرأة التي أمرت بعودتها لمحل الزوجية، قد تكون قتلت من قبل زوجها، كنت لا أنام خشية ما سيحدث بسبب هذا الاجتهاد الذي حكمت به"، هذا ما صرحت به قاضية في ندوة حول صعوبة ولوج المرأة إلى القضاء والتي انتظمت بمدينة سبيطلة من ولاية القصرين يومي السبت والأحد 28 و29 نوفمبر 2020 بتنظيم جمعية تالة المتضامنة بالشراكة مع الأورو متوسطية للحقوق حول ولوج النساء للعدالة.
وأشارت القاضية نفسها في شهادتها إلى أنّ قانون 58 لسنة 2017 لمكافحة كل أشكال العنف ضد المرأة، يعتبر إنجازا حقيقيا خاصة مع تركيز مراكز إيواء للمرأة المعنفة، قائلة: "لكنّ هذا الشعور الذي كان يرافقني قبل دخول القانون حيز التنفيذ، قد يرافق قضاة آخرين إن لم تتوفر مراكز الإيواء أو بصفة أقل، إن تم الفصل بين المرأة وأطفالها".
وفي ذات السياق، قالت القاضية بالمحكمة الإدارية والعضو المؤسسة بجمعية تالة المتضامنة أنوار منصري إنّ الهدف من هذه التظاهرة هو إصدار مخرجات تُسلّم إلى أصحاب القرار وثم إلى الأمم المتحدة لتذلل الصعوبات أمام المرأة حتى تستطيع الولوج إلى العدالة.
من ناحيتها، أكدت رئيسة مجلس القضاء العدلي مليكة مزاري في تصريحها لموزاييك، أنّ ضمان الوصول إلى العدالة هو إحدى آليات حماية حقوق الإنسان، وأوضحت أن القانون عدد 58 لمكافحة العنف ضد المرأة، الذي تمّ النقاش فيه مطولا في هذه الندوة، يعتبر مكسبا حقيقيا لصون حرمة المرأة الجسدية والاقتصادية والسياسية.
من جانب آخر، قالت القاضية بالمحكمة الإدارية بالقصرين عفاف هواشي، إنّ الدائرة الابتدائية للمحكمة الإدارية بالقصرين اعتمدت بمناسبة الندوة لأوّل مرّة في مختلف محاكم تونس، مقاربة النوع الاجتماعي في القضايا المرفوعة من قبل النساء، وكانت نسب ولوج المرأة للقضاء الإداري ضعيفة، وفق الدراسة التي أنجزتها دائرة القصرين حيث أثبتت أن نسبة القضايا المتعلقة بالماء والكهرباء مثلا لا تتجاوز فيها القضايا المرفوعة من قبل النساء الـ 10%.
وقد تم رفع جملة توصيات من قبل الحاضرين في نهاية هذا الملتقى، وتتعلق أساسا بإجراءات حماية المرأة رغم غياب النصّ القانوني أحيانا وبالعناية بقضاء الأسرة والتركيز على الدورات التدريبية المشتركة بين القضاة والمحامين وتدعيم مراكز الإيواء والتركيز على دور القاضي المرافق بالإضافة إلى تعزيز الفرق المختصة لمكافحة العنف ضد المرأة.
* برهان اليحياوي